إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 16 يونيو 2016

لوحة "الصرخة" ... إدوارد مونش


اللوحة دي إسمها "الصرخة" .. رسمها النرويجي إدوارد مونش.

وحدة من إنجازات الفن الحديث هو إنو كسر الفكر التقليدية عن "الجمال". الجميل بالنسبة للفن الحديث هو ما في المريح، السهل على العين، الباعث على السعادة. بالنسبة للفن الحديث، بصورة عامة يعني، ممكن نقول إنو أي مبنى معماري معقد هو شيء أجمل بكتير من الغابة الهادئة أو الحديقة.

في الحداثة الإنسان "بيتعلم" إنو يشوف الجمال. بشوف الجمال بصورة نظرية.

هنا بتظهر فكرة "التجريد". المساوي للحاجة دي في مستوى التفكير العادي هو إنو الفكر الحديث بيضع "الأيديولوجيا" (كحاجة بتغبش الرؤية على الإنسان) في النظرة التلقائية للاشياء ما في النظرة المعتمدة على النظرية. يعني: لمن الوحد يعاين للواقع بصورة مباشرة من دون أي "تجريد نظري" هو في الحقيقة ما بشوف حقيقة الأشياء بل بشوف واقع وهمي. لحدي شهر واحد قبل الثورة المصرية أي زول كان بعاين للشارع المصري كما هو ما كان ممكن إطلاقا يشوف المستقبل. نفس الشيء بالنسبة للثورة السورية. الحقيقة بالنسبة للحداثة بنشوفها لمن نلبس نظارات النظرية: ما مهم حاصل شنو في الواقع المهم النظرية بتقول شنو.

بالعودة لإدوارد مونش. لوحة الصرخة عندها جمال ظاهر. لكنه جمال بخليك تسأل: "شنو البخلي اللوحة دي جميلة" و إنت ما مرتاح. واحدة من نظريات جمال اللوحة دي بتقول إنو هي جميلة ما لأنو محتواها جميل (زي أي لوحة ما قبل حديثة) بل لأنو الهيكل غير المرئي بتاعها فكرته جميلة. قبل ما اللوحة تترسم السؤال الحاول الفنان يجاوب عليهو هو سؤال خارج محتوى اللوحة: هل ممكن نرسم الصوت؟ السؤال دا هو الشيء الجميل.

يللا، في فكرة تقليدية كدا إنو ال high culture دا شيء نخبوي جدا و بستمتعوا بيهو ناس بساط. لوحات إدوارد مونش شبه التجريدية دي بتقوم بتثبت العكس، في مستوى كدا من التعقيد و الرقي لمن تصل ليهو بقوم العمل الفني ببقى شعبي جدا. نفس الشيء بالنسبة للفكر، الحقيقة في قمة تعقيدها و صعوبتها هي أكتر شعبية من أي شيء تاني. (دا هو الرهان بتاع ناس زي محمود محمد طه)

إدوارد مونش قال عن اللوحة دي الحاجة التالية:

كتب مونش عن كيف جاءت اللوحة للوجود "كنت اسير رفقة إثنين من أصدقائي عندما حول غروب الشمس، فجأة، السماء لتكون حمراء مثل الدم. توقفت و ملت على أحد الأعمدة، شعرت بتعب لا يمكن التعبير عنه. ألسنة من اللهب و الدم إمتدت على طول الزقاق. صديقاي واصلا السير بينما تأخرت أنا، كنت أرتجف من شدة الخوف. بعدها سمعت الصرخة العظيمة غير النهائية للطبيعة"
"لعدة سنوات بعدها كدت أن أفقد عقلي ... أنت تعلم، تلك الصورة، "الصرخة؟" كنت مستهلكا للنهاية - الطبيعة كانت تصرخ في داخلي ... بعدها تخليت ، للأبد، عن الأمل في أن أمتلك القدرة على أن أحب من جديد".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق