إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 16 يونيو 2016

الإقتراض من المستقبل .. جولة غريبة.

في حاجة بسيطة عن الايديولوجيا, صعب تتفهم (زي اي حقيقة بسيطة), لكنها لو اتفهمت بتحل مشاكل كتيرة.

اول شي: شنو هي الايديولوجيا؟


قبل كانت (الفيلسوف المشهور) الناس كانو عندهم اعتقاد انهم بصورة تلقائية بشوفو الحاجات زي ما هي "الباب الانا شايفه هو الباب ذات نفسه" كانت قام انتقد الحاجة دي. و بالنسبة لكل الناس ال وافقوهو بقا الاعتقاد دا بيوصف بانو اعتقاد برئ (ساذج) naive. كانت اضاف حاجة بينك انت كذات و بين الموضوع, الحاجة دي سماها الظروف الانت من خلالها بتدرك الموضوع (الحواس, الزمن الخ) و اللي بتقوم بتضيف للموضوع خواص بحيث ما بتخليهو نفس الشي الاساسي (او بتنقص). مثلا لو في زول بيحس بالاشعاعات فالباب النحن بندركه حيكون شي مختلف تماما بالنسبة ليهو.

و بالنسبة لكانت فمهمة الفلسفة هي انها تقربنا باكبر شكل ممكن من "معرفة" الاشياء كما هي. (مثلا مستحيل بالنسبة للانسان انو يفهم شخص اخر تماما. لانو دايما الوسيلة المن خلالها حتفهم الشخص دا حتقوم تضيف اشيا و تحذف اشيا. كل البتقدر تعمله هو انك "تقترب قدر الامكان" من فهم الاخر).

طيب. وحدة من الحاجات النحن من خلالها بندرك الواقع هي الايديولوجيا. مثلا. حاجة بسيطة زي داعش او حركة النهضة بتقوم بتظهر للناس كاشيا مختلفة حسب الايديولوجيا البتبعها الشخص. و كلما الشخص رغب في انو يشوف الحقيقة كهي فعلا كلما تعمق في عملية نقد الايديولوجيا دي.

عشان كدا سلافوي جيجاك بعرف الفلسفة المادية علي انها في الاساس "عملية نقد الايديولوجيا". طبعا مادية هنا ما معناها انها فلسفة البحث عن اللذة و بتاع هههههه. معناها انها فلسفة بتبحث عن "حقيقة الشيء كما هو" اللي هو بنسميهو المادة.

المرحلة الاخيرة في فهم الايديولوجيا هو فهم حقيقة انها "كوعي زائف" ما بتظهر للشخص البتسيطر عليهو علي انها ايديولوجيا. الشخص تحت تاثير الايديولوجيا بيشوف نفسه على انه بشوف الاشيا كما هي. مثلا اي سوداني بقول ليك "البلد دي ما حتتصلح خالص" هو عندو قناعة متشائمة كدا لانو شايف الواقع المباشر (الناس الاغبيا المسيطرين علي السياسة. الشعب اللامبالي. و كمية اللامنطق اليومي و الهموم الفردية البتخلي ماف زول بقدر يعمل شي.. الخ) بالنسبة للشخص دا هو مفتكر نفسه شايف " الحقيقة ذات نفسها".

اول خطوة في عملية نقد اايديولوجيا هي اننا نفهم انو الواقع المباشر البظهر حقيقي جدا دا هو اكبر غطاء ايديولوجي في التاريخ. "الواقع المباشر" دا ما بخلي الشخص يشوف الحقيقة. و ما مفروض نثق فيهو.

عملية نقد الايديولوجيا بتقوم بتتحول لنظرية (مثلا بدل ما نشوف المسحوقين كحالة ميؤوس منها زي ما هم بظهرو في الواقع نقوم نشوف "عبر النظرية" حقيقة انهم بروليتاريا "بامكانية" ثورية).

دايما اي "امكانية" ما بتتشاف في الواقع المباشر. لانو تحقق واقع معين بالتعريف هو تغطية للاشياء الاخرى الكانت ممكنة. (عشان واقع وجود السيسي يحصل كان لازم "ممكن" الثورة المصرية يختفي).

بعد ما الايديولوجيا تتكسر بتتفتح فرصة لرؤية حقيقة "الامكانية". امكانية انو شي يحصل. المستقبل ببقا مفتوح رغما عن الواقع.

عشان كدا اي عملية خلق واقع جديد بتبدى باننا نقترض من المستقبل. من امكانية المستقبل.

اخيرا.. الايديولوجيا دايما مدعومة ب"وهم جماعي" عشان كدا الكادر الثوري ما ممكن غير انه يكون شخص موغل في الفردانية (طبعا مجموعات "المتحررين" البقت كتيرة الايام دي ما عندها اي علاقة بالفردانية. بل هي ,و بوضوح, مجرد دوغما اجتماعية جديدة. شوف مثلا مجموعات المناضلين و كيف بعتمدو بشدة و بغوغائية علي بعض) و ضد المجموعة. طيب كيف ممكن يتكون "حزب ثوري" كمؤسسة جماعية؟

اي ثوري في غربته داخل الواقع مفروص يبدا بانو يتكلم بصيغة الجمع "نحن". انو يصنع الحزب براهو كفرد. انو يتحمل مسؤولية تورطه في المستقبل كاملة. دي هي اكبر هزيمة للايديولوجيا.

ماف طريقة لانو الحزب الثوري (كوعاء لامكانية المستقبل) غير انو يتكون كحالات فردية متباعدة قبل ما يتكون فعلا. (و الا حيبقى مؤسسة اجتماعية بترعى اعضاءها و تغطي عليهم. زي احزابنا الحالية). الحزب التحرري بتنضمى ليهو كفرد وحيد و بتفضل في داخله وحيد و حر. و بتخرج منه وحيد (صلاح احمد ابراهيم). زي اي علاقة حب حقيقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق