الشخص الميت في اللوحة دي هو جان بول مارات، إللي هو كان واحد من أكتر الصحفيين المؤثرين في أيام الثورة الفرنسية، أسس جريدة إسمها "صديق الشعب" كانت بتعتبر إنها لسان مجموعة اليعاقبة الزعيمهم روبيسبيير. إللي هم ديل حسب الفكرة الدرامية الشائعة عن الثورة الفرنسية هم الجماعة الإنطبق عليهم القول اللي يكاد يكون هزلي لكنه بصورة ما حقيقي برضو "الثورة تأكل أبناءها".
مارات دا كان بعاني من مرض جلدي بخليهو محتاج يقعد في حوض فيهو موية و أدوية لفترات طويلة جدا، بحيث بقا بكتب و بنجز وظايفه و هو في الحوض. و زي ما بتشير الصورة، فحادث مقتله حصل في نفس الحوض برضو، وحدة من أنصار "الثورة المضادة" دبرت مكيدة و طعنته.
الصورة رغم إنها ما مبهجة إطلاقا، إلا إنها كانت شعبية جدا أيام الثورة، و إستعملوها الثوريين الوقت داك كواحدة من أهم رموز الثورة. الثورة الإتحولت هي نفسها بعد مدة للوحة، أو رمز.
في وحدة من التعليقات على اللوحة، التعليق الأنا حابي أتكلم عنه أصلا، بقول الآتي: ليه فوق مارات في مساحة أكتر من اللازم سوداء؟ رغم إنو في الحقيقة الخلفية كانت في الواقع عبارة عن جدار مزخرف برسومات تانية خالص. (الفنان رسم بقية التفاصيل بدقة شديدة، مع بعض التجاهل لتشوه جلد مارات، إللي بطبيعة الحال كان لازم يظهر كشهيد)
في خلال أي عمل ثوري في عامل جديد بدخل للساحة، و هو الناس ذات نفسهم، الناس الفي الأوقات العادية بكونوا أكتر شيء بيتم تجاهله. و بالتالي في التعبير عن الثورة بيبقى أصعب شيء هو إظهار "الناس" ذات نفسهم. النمط الستاليني لحل المشكلة دي هي انو "الزعيم" يحل محل الناس، "يمثلهم"، و بتبقى صورة الزعيم هي صورة الثورة، أو الدولة الثورية، و بيتم نشرها في كل مكان.
المشكلة في الفكرة الديمقراطية (فكرة الوجود الطاغي للناس، للشعب) هو إنه فعلا شبه مستحيل إنك تمثل حضور الناس فنيا. يعني مثلا أي لوحة للمتظاهرين في ميدان التحرير حتكون مجرد كليشيه. في الحقيقة الحاجة الحصلت في 30 يونيو أظهر كيف إنو فعلا عملية "ظهور الشعب" هي عملية معقدة أكتر من إنو نخليها للصورة التلفزيونية لميدان التحرير.
الثورة الفرنسية كانت وحدة من اللحظات في التاريخ الظهر فيها الناس في أكتر أشكالهم حقيقية (التدخل العملي في التاريخ، ما مجرد التظاهر، و اللي أخد شكل النظام الإتكون بعد الثورة "كإجابة على سؤال اليوم التالي" بجميله و قبيحه، إمكن أقرب مثال عندنا، و إللي للأسف الإعلام السعودي نجح في إنو يحوله لحدث "شيعي" هو الثورة الإيرانية). لويس ديفيد الرسم لوحة مارات، ظهرت عبقريته، حسب القراية الأنا بنقل فيها، في إنه قدر يشمل الفكرة المستحيلة "الشعب" في اللوحة، المساحة السوداء فوق مارات، و البتشير للفراغ، للخلفية اليفترض ما نحاول نملاها باي شيء، الفراغ كشيء سلبي هو الطريقة الوحيدة الممكن يتمثل بيها حضور الناس في مشهد موت مارات.
قبل فترة في نقاش كدا مع زول قال لي إنو الديمقراطية مفروض تجيب حقوق الإنسان أو ما بتبقى ديمقراطية. إحتمال فعلا، يفترض زي لويس ديفيد، نقتنع بإنه الخلفية (و تحديدا عشان تمثل الشعب) يفترض تكون فارغة تماما، و نبدا من النقطة المستحيلة دي تحديدا.
مافي ضمانة إنو الأمور تمشي بصورة جيدة حتى في الديمقراطية. الحرية دي، في كامل سلبيتها، هي الحقيقة. و هي على كل حال حقيقة جميلة، زي ما واضح في الصورة، بالنسبة لي أنا على الأقل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق